Friday, September 20, 2013

البحر

بلا جدران و لا حواجز لا تدرك نهايتة و انت في أوسطة... أكبر سجون العالم...  انة البحر!

كُتبت أثناء العودة من البحر...  يومان في مركب صغير منقطع عن العالم.

جورج أوريل 1984

ان الكتب الجيدة هي تلك التي تخبرك بما تعرفه بالفعل.

نحن نعلم ما نفعله فنحن نسعى للسلطة من أجل السلطة فهي غايتنا.

حوار مع صديقي الثوري

يعني اية ثورة؟
يعني الناس تتجمع و تتوحد و تزفض الظلم و ترفض حكم الأقلية اللي حاكماهم.

طيب و تستبدلهم باقلية تانية؟
التاريخ بيقول اة فرغم ان فكرة المجتمع اللي من غير أقلية حاكمة هو حلم البشرية من زمان و كل النظم الديموقراطية بتدعي أن الحكم للشعب و الرؤساء و الحكومات ما هم إلا موظفين عند صاحب الحكم و الأرض الحقيقي و صاحب القوة الحقيقة اللي هو الشعب لكن كل الادعاءات دية واقعيا لا صحة لها.
يبقي الحاكم حاكم و المحكوم محكوم فحتي أمريكا و بريطانيا و غيرهم من اعتي الديموقراطيات الحالية الأقلية الحاكمة هي اللي بتاخد قرار إعلان الحرب و بيروح الشعب ممثل في الجنود يموت انصياعا لأوامر ملوكة بل ان فكرة مجلس الشيوخ أو الشعب هي تجسيد و إعتراف ضمني بضرورة وجود أقلية تاخد قرارات نيابة عن الأغلبية.
حتى الاشتراكية عند تطبيقها فشلت انها توجد حل عملي و ديموقراطي بل و تحولت لنظام فاشي و قمعي و عنصري ينافس كل ما قامت ضدة الثورة الروسية و فكرة الاشتراكية.
لا يتبقي الا النظام القبلي هو الأقرب لفكرة حكم الفرد لذاتة مع التزامة بالاعراف و اللي بتفرق عن القوانين أن الأعراف في الأصل محظورات و مفيش ضرورات. و دية فكرة الاناركية بصفة عامة و اللي لم تطبق حتى الآن و لا يتخيل أنها هتكون قابلة للتطبيق.

من كلامك الكتير دة افهم انك مع وجود أقلية حاكمة دائما؟
لأ بس مفيش قدامي طريق تاني.

طيب و تضمن منين إنهم ما يحصلوش اللي قبلهم؟
مفيش ضمان. المتفائلون هيقولوا نجرب و لو منفعش نثور عليهم تاني لكن دة مش عملي و مش واقعي . عمليا النموذج الغربي بيعتمد علي ان السياسين بيخدموا الناس علشان الناس تنتخبهم و يفضلوا في السلطة و دة مقبول لأن المهم ان الناس بيتم خدمتهم لكن عوار النظام دة انك لو خدمت 70% و اضطهدت تلت الشعب محدش هيقدر يحاسبك. و دة واضح في اضطهاد أمريكا للمسلمين في احداث سبتمبر و لكن بوش كمل ولايتة. و واضح اكتر في الطبقات المشردة و أحوال الغجر في فرنسا الشبيهة بأحوال البدو في مصر.

طيب انت عملت ثورة على اية؟ نظام و لا أشخاص و لا اية بالضبط؟
هنا تيجي عقدة كبيرة. و معقدة بص يا سيدي
أولا عملنا علي أشخاص فاسدين
ثانيا على نظام اجتماعي رأسمالي مهترئ الفقير فية يزداد فقرا و محدش بيسأل فية. هو نفس النظام في كل الدول الرأسمالية. انت عبد عند صاحب رأس المال و الفقر موجود و مفيش عدالة في توزيع الثروات االي لو اتوزعت هيتم القضاء على الفقر. دة في كل العالم. فلو تخيلت إعادة توزيع الثروة على كل الناس هتلاقي ان محدش هيبقي جعان و في نفس الوقت مستوى المعيشة مش هينزل عن المستوي المتوسط.
ثالثاً: ثورة علي نظام فاسد طيب و اية الفرق. الفرق أن النظام اللي فوق موجود بكل العيوب دية في كل الدول الرأسمالية انما عندنا زود علية كمان فساد موظفينة و السرقة و الرشوة.
رابعا: ثورة على السلسة الفولاذية اللي بتربط كل اللي فوق مع النظام العالمي.
فالقوي العظمي يهمها أنها تفضل مسيطرة على البلد من اجل مصالحها و من اجل انها تفضل قوي عظمي و السيطرة على بلد ضعيف أسهل من السيطرة على بلد لها سيادة و النظام القمعي الفاسد المرتشي بيضعف البلد فبقائة مصلحة في حين ان المرتشين و من في سدة الحكم الفاسدين يهمهم رضا القوى العظمى عنهم فتلاقي كلة مربوط في بعضة بنظام شيطاني بحت.

طيب و الثورة المضادة اية رأيك فيها؟
الأقلية اللي كانت مستفيدة بتحاول تحافظ على مصالحها. اللي هي مصالح فاسدة في مجملها و ريحة العفن و السرقة بتفوح منها على بعد أميال.

طيب و شايف إزاي انضمام جزأ كبير من الناس للثورة المضادة؟
في كذا زاوية للموضوع دة و الفكرة دية بالذات حيرتني كتير فالناس مقسومة كذا صنف فيها
اول صنف اللي كان مستفيد استفادة مباشرة من خراب الأوضاع. فانانيتة المبالغ فيها و استعدادة للتضحية او نقدر نقول تعودة أن فية ناس بتطفح الدم في القري و العشوائيات في سبيل انة يفضل متمتع بمستوي معيشتة المتوسط بيخلية مش عاوز يخاطر. اخاطر لية بمستقبل غير معروف مع اني كنت عايش كويس و اللي يموت يموت. معظم الكتلة دية من الطبقة المتوسطة او العليا.
تاني صنف و هو الاغلبية من الكتلة دية. هو عامة الناس. البسطاء اللي وسائل الإعلام هي اللي بتتحكم فيهم. و عادة الطبقة دية لا تؤيد اي طرف هي فقط تندفع ضد طرف آخر.
تالت صنف هو الطبقة ذات الوعي السياسي العالي فالموضوع بالنسبة ليهم سياسة و تخلص من خصوم عن طريق خصوم.

لكن اللي لاحظتة أن كل الأصناف دية و كل الصراعات من بداية الثورة بتدور بين وجهتين نظر فلسفيتيين. هل يمكن للعوام حكم نفسهم بأنفسهم و لا لازم يكون فية اقلية حاكمة يقودها المستبد المستنير. حتى التيارات الدينية لم تخرج عن السؤالين دوول و اختيارهم كان المستبد المؤمن اللي بيفرض شرع الله من وجهة نظرهم.

طيب ما انت كدة كلامك يعتبر غير قابل للتطبيق...  إزاي عاوز تكسر سلسلة التحكم العالمية و انت مش قادر على الثورة المضادة في بلدك؟
انا بتكلم عن الصح من وجهة نظري و هنا بحاول ابقي حذر من الوقوع في فخ لوم الضحية اللي وقع فية ناس كتير.  اذا مكنتش هقدر امنع او أوقف الغلط و هخسر فانا هقف مع الغلط و اشجعة علشان ابقي كسبان. و دة عامل زي النكتة بتاعة اذا لم تستطع مقاومة الاغتصاب فاستمتع.  الاستمتاع مش هيخليك صح لكن هيخليك ***.... إزاي بقي الصراحة معرفش أسأل الناس الخبرة القديمة او القيادات لكن اللي أقدر اقولهولك ان فية أمل واحد في المليون لو بصيت لحجر الدومينو الأول تونس و بعدها مصر و سوريا و ليبيا و أحداث لندن و اليونان و مضاعفة الرواتب في دول الخليج و مظاهرات البرازيل هتعرف ان فية تغيير حصل فعلا. يعني اكيد الشاب التونسي مكنش بيفكر و كان يعتبر بالنسبالة جنون انة يفتكر أن مظاهراتة هتخلي لندن و اليونان تولع مظاهرات.

يعني انت عامل دة كلة علشان أمل واحد في المليون؟!
لأ علشان مستمتعش حتي لو مش هقدر اقاوم و احنا كمسلمين موحدين مؤمنين بالثواب و العقاب عارفين اننا هنتسأل...  فتقدر تعتبر دة تحضير للإجابة.

و لما تتسأل عن ضياع البلد و خراب سوريا؟
انا متظاهر سلمي و سوريا كانت الثورة فيها بنية طيبة و المسؤول الأول هو بشار يلية التيارات الإسلامية اللي شالت و شجعت التمرد المسلح و الاتنين ادوا الفرصة لطرف زي أمريكا يدخل و الاتنين سايبين الحدود مع إسرائيل و بيدبحوا في بعض. بيد ان لازم نعترف ان المعارضة المسلحة هي رد الفعل مش الفعل و ترحيب جزأ منها بدخول قوات أجنبية شئ مدان. و أعتقد ان بقي عندنا برضة اللي بيدفع بالمعركة لمعركة بقاء و بيدفع الطرف التاني لحمل السلاح.

الموت الأسود

إن الموت ليس هو الوفاة. الموت هو أن تصبح بلا تأثير لأي شخص. فالمشرد الوحيد يعتبر في عداد الأموات لو أن لا أحد سيفتقدة و لو بالسؤال. فما أقسى الشعور بأنك بلا روح أو روح بلا هدف.  جسد خاوي كماكينة ري تعمل في الصحراء. تعمل بكامل طاقتها و حالتها ولكن لا ترفع ماء.
فرسائل وداع المنتحرون عادة ما تصف شعورة بالوحدة و عدم الاهمية فقد شعر بأنة في عداد الأموات بالفعل و ما يفعله هو مجرد استكمالا لموتة مع أمل ان يفتقدة أحدهم فتحيا روحة بعد فناء جسدة.

السجن

إن أقسى ما يواجة السجين هو أمل الانتظار!

لا الوحدة و لا تقييد الحرية فكلها يمكن الاعتياد عليها و لكن الرغبة و الأمل في الحياة بعد السجن.

Wednesday, September 11, 2013

منتصر

توقف عند سفح الهضبة ناظرا للمحيط الشاسع الممتد تحتة .... متحديا عصف الرياح علي القمة.
لم يتردد كثيرا ... فلقد كافح للصعود لهذة النقطة ... أغلق عينية ... و ملأ رئيتة بالهواء....... ثم قفز ... مستمتع باحساس الحرية و قد لاحت علي شفتية ابتسامة المنتصر.

آخر الأيام العادية

فتح مقليتة بصعوبة و هو يحاول مقاومة النعاس الذى يطبق على أجفانة …. كانت هذة المرة الثانية التى يدق فيها جرس المنبة اللعين ... فلقد أغلقة أول مرة ليستمتع بلحظات من النعاس اللذيذ …. فرك عينية و تثاءب ….. و نظر ليجد الساعة قد تجاوزت السابعة ببضع دقائق.

صاح متأففا كعادتة و هو ينفض غطاءة  الجاثم على جسدة و كأنة نائم هو الآخر. لطالما تعجب من ثقل الغطاء فى الصباح … جر جسدة مترنحا حتى يغسل وجهة بالماء فى محاولة يائسة للقضاء على النعاس الذى يرفض مفارقة أجفانة.

"ربنا يتوب علينا" صاح بها ليكمل طقوس الاستيقاظ اليومية التى دأب عليها طيلة الأربعين سنة الماضية ….. بالرغم من الوظائف العديدة التى شغلها لم يكف ذهنة يوما عن التساؤل ….... من الذى حكم بهذا الحكم الجائر أن يبدأ عملة فى الثامنة … و لماذا ليس ظهرا؟ …. من الذى يتحكم فية بهذة الطريقة …. فطيلة عمرة المهنى … مرات قلائل هى التى استيقظ فى سريرة متأخرا فى يوم بخلاف أيام اجازتة الرسمية ! …. من الذى سن قانونا يمنع أن يجلس الى ساعات الليل المتأخرة … تذكر انة منذ شهور لم يرى عقارب الساعة و هى تشير الى الثانية بعد منتصف الليل فى وسط الأسبوع.

لقد كان موظفا مثاليا. لا يتغيب عن العمل أبداً. لا يتأخر. لا يكل من العمل. لقد كان يضع كل يوم طوق العمل حول رقبتة و يشد علية و يدور كل يوم فى طاحونة العمل التى لا تكل ولا تمل. و فى حين كان يتنازل عن اجازتة السنوية لصالح عملة كان يتابع رب العمل و هو يسافر للاستجمام بين الحين و الآخر!!

كأنها عبودية مستحدثة …. فحتى و ان امتلك المال فانة لا يستطيع الانقطاع عن عملة شهر ولا حتى أسبوع ليستمتع بوقتة. لقد ظل سنوات و سنوات يبحث عن هذة اليد الخفية التى تتحكم بة و من حولة. عن هذا العقل الشيطانى الذى أرسى هذا النظام الجهنمى حيث يعمل هو الآخرون ليحصد ثمار العمل أفراد بعينهم  حتى مل السؤال و أيقن أنة لا اجابة.

جر جسدة الشبة مستيقظ لينحشر فى سيارتة … أدار سيارتة ليرد علية محركها بهذا الصوت الكئيب الرتيب معلنا عن غضبة من هذة الركلة المفاجئة صباحا … معترضا على استيقاظة مبكرا هو الاّخر. سار فى طريقة الى العمل و هو يفكر فىما ينتظرة فى العمل …. انة المعتاد .. بعض الاجتماعات و بعض الأوراق … متابعة آخر الأعمال … لا شئ جديد …. و كان قد اعتاد القيادة بنصف عقلة فقط. و لكن انتبة الى الزحام الشديد الغير العادى. فتش فى ذاكرتة ليكتشف أن اليوم هو أول يوم دراسى و تذكر أحفادة و أنهم لابد أنهم فى طريقهم الى مدارسهم. مرت فى ذاكرتة لحظات سريعة من الحسرة عندما تذكر أولادة. دائما يخالجة هذا الشعور القاتل بالوحدة. لم يزرة أحد منذ شهر تقريبا و كانوا جميعا قد تزوجوا و شغلتهم حياتهم. أخرج تليفونة المحمول و كلم ابنة الذى رد علية بصوت قلق. فلم يعتاد أن يحدثة فى هذا الوقت المبكر "طيب الحمد الله يا بابا أنك كويس". بدا لة صوت ابنة هادئا مطمئنا "طيب معلش أنا هاقفل معاك عشان معايا تليفون شغل …... اة طبعا هنجيلك بس مش الأسبوع دة انت عارف بقى المدارس لسة بادئة و وجع الدماغ اللى فى الأول …. حاضر ان شاء الله … سلام"

وصل الى عملة متأخرا و هو يلعن الزحام …. نصف ساعة كاملة ضاعت فى زحام شوارع المحروسة و لعن من جديد هذا النظام الذى يستعبد البشر ليفرض عليهم جميعا النزول فى وقت واحد الى الشوارع و يفرض حياة واحدة متكررة بنسخ كثيرة مختلفة الأشخاص فقط.

"صباح الخير يا عم محمد" … "صباح الخير يا بية. أخبار صحتك اية؟ " … كانت المحادثة السريعة المعتادة على باب العمل مع عم محمد الطيب حارس العقار ليدلف بعدها الى مكتبة و يباشر عملة بعد القاء تحية الصباح على زملاءة …..
.
.
.
.

اجتماعات … امضاءات … اجتماعات … و انتهى اليوم ليخرج مودعا أصدقاؤة ممازحا صديق عمرة "يا أخى الواحد مش عارف هيرتاح من الشغلانة دية امتى عشان ميشوفش وشوشكوا تانى" ليرد صديقة " خلاص يا خويا … من بكرة مش هترتاح مننا يا عم … على الله بس ماشوفش رقمك على موبايلى و بتقولى انزل قابلنى على القهوة" سأل صديقة مكملا مزاحة "لية هتستقيل ولا اية" ليرد علية صديقة " لأ انت اللى مش هتيجى انت ناسى ولا اية انت طلعت النهاردة على المعاش!"

تسمر لحظات طويلة و أفاق على صوت صديقة "اية مالك … سرحان فى اية .. انت تعبان تحب أوصلك؟" ابتسم فى هدوء مخفيا انزعاجة "لا لا انا زى الفل أهو … سلام عليكم"

نظر الى  مكتبة و هو يلملم متعلقاتة …. سنين طويلة و هو يجلس فى هذا المكان …. لقد أصبح يحفظ مكتبة عن ظهر قلب … لقد اعتاد على رؤيتة أكثر من أولادة و سريرة الخاص …. انة يحفظ هذا المكان عن ظهر قلب … انة يعلم كم عدد درجات السلم التى يقطعها نزولا و صعودا كل يوم.
تأمل عم محمد و باب العقار …. أليس هذا ما كنت أدعو بة كل يوم .. ألم أحلم دوما باليوم الذى لا أعمل فية لأستمتع بالحياة ؟ …. عدل منظارة الطبى على عينية … أى حياة ! لقد ضعف نظرى و نحل جسمى.
..

.
.
تأمل ثانية هذا الزحام الشديد …. تذكر اولادة و كيف أنهم يسيرون فى نفس الدرب … كل هؤلاء البشر هم عبيد لنظام خفى و لكنة محكم …....... تذكر أنة قرأ كل ما يراة قبل أن يبدأ … لقد قرأ هذا المصير فى قصة قصيرة أيام شبابة …. ة لقد تذكر أنة سخر قديما من هذة الحياةه المملة الرتيبة .... كان شديد الوثوق أنة سيختلف ختلف و سيبتعد عن هذة الهاوية …. و هاهو الآن فى منتصفها.                      تمت!!!
..................
طوي أحمد ابن الخامسه و الثلاثون هذه الصفحة من كتاب القصص القصيرة الذي اشتراه مؤخرا.  و جلس يسترسل في القصة.  انها مكررة و هو متأكد انه قرأها عشرات المرات من قبل و لكن هذه القصة أيقظت حلمه الحبيس لتدفع بتفكيره الي حالة و مستقبله.
جال بخاطره هاجس مرعب أنه سيكون بطل هذه القصة يوما ما.

لا يعرف ماذا عساه ان يفعل؟!! هل يستسلم لخطاه الممدوده امامه؟ هل يكمل دوره في تلك الرواية الممله التي سئم قديما حتى قرائتها؟
هل يكمل مابدأه الاخرون ليصبح حلقة في سلسلة طويله لا يعرف نهايتها...ام هل يثور؟
يثور؟ قالها مستمعا لنفسه وكأنه اول مرة يسمعها...نعم انها الاولي..من انت حتى تثور (ضاحكا مستهزئا بنفسه) انت تثور؟

الا تتذكر ايامك الاولى..انت …. الذي طالما كنت اضحوكة اصدقائك الذين يعرفونك جيدا ويعرفون ان كل مايشغل بالك ان تستقبل الشهر ومديرك راض عنك؟!! ويأتي نصف الشهر وانت متشوق الى الحوافز التقديرية وينتهي بك الشهر الى الوقوف في طابور طويل لاستلام مرتبك الهزيل الذي طالما كنت تتباهى امام اصدقائك انك لم تستمع الى افكارهم الشيطانية وتستغل موهبتك في الكتابة ولا تدفن نفسك في ذاك المكتب العتيق مع امثالك من محبي الحائط؟

نعم الحائط...هكذا كانوا يسمونك...ذليل حائط الميري الذي طالما تمرغت بترابه..فجاء الوقت وان دفنت في نفس هذا التراب

سيدتى معذرة … أنت لا تعرفيننى

سيدتى ...
أنت لا تعرفينى ... فلا يغرنك كل ما ترية من نور!
فهناك في الركن المهجور ... ترقد الظلمة تتحين الفرصة (كريم)

لا تدعي معرفة كل الاشياء...حتى وان عرفتي...فصدقيني ..قليل من المكر لا يضر... (شيماء)

لست بخادعك و لكن قلبي ملئ بالأسرار
سيدتي ... معذرة ... انت لا تعرفيني (كريم)

لا تحاولي دخول ذاك الركن الرصود...فمن دخله قبلك..لم يعد كما كان..او هكذا اظن (شيماء)

معذرة ... لن أسمح لك بالدخول ... لن تري هذا الركن ... أخشي عليك ... فأنا أحبك (كريم)

كان و صار و اخواتهم

سار وحيدا لا يؤنس وحدتة الا حفيف الرياح التي تهب علي معطفة الطويل و تصم أذنية. (كريم)
صار وحيدا..وحيد الخطى..وحيد الذهن شارد...لايؤنسه الا ثقوب بيضاء من وراء جدران ونوافذ مغلقه تعكس ضوء خافت ..تروي حكايات ليس لها من نهايه..الا مع هذا الليل الطويل! (شيماء)
كان و صار ... و بينهما حكايته
صار وحيدا ... يؤنس وحدتة مصباحة الصغير المتهالك و خيوط نارة التي ترتعش تحت هبوب الرياح ... يؤنس وحدتة ذكرياته القديمة (كريم)
مرت عليه دون ان بنتبه...مرت عليه وهو بتلفت جوانب حياته المليئه بالتفاصيل الممله التي مالبست ان تنتهي حتى انتهت امانيه الطويله ...فاجأه (شيماء)
بلا طائل .. بلا جدوي .. لقد استيقظ فجأة ليجد نفسة كهلا وحيدا ... كان قد احترف الفلسفة و الكلام ... احترف الجلوس علي الشاطئ و اكتفي بمراقبة السفن و الأمواج ... لم يستطع اقتحام البحار .. (كريم)

نعم...اعطته الحياه مااختار....اختار ان يبقى مراقبا ...بعيدا عن الحدث...مشاهدا...مستمتعا بدور الناقد ...فما لبث ان صار بعيدا عن اركان اللعبه ...فمهما حاول الدخول الان.....منعته جدران بناها بيديه..فصارت كما اراد...تمنعه(شيماء)

كان يخشي الناس و يتجنب ان يدخلوا حياتة ... كان يفعل ما بوسعة ليكون منيعا أمام الناس ... و صار كما حلم .. ممنوع من الناس ... كان يخشي وجودهم و صار يخشي اختفاءهم(كريم)

صاروا لايفتقدونه...بل صاروا حتى لايعرفونه...يبحث عنهم مابين طيات الزمن....اصبح مضافا الية بدلا من ان يكون فاعلا في جملة الدنيا! (شيماء)

النداهة


مازالت تحدثنا بلغات لانفهمها …. مازال صوتها يملأ الآفاق! (شيماء)

الفاظ لغتها لا يمكن تفسيرها و لكن ايحاءاتها لا يمكن أن تخطأها .... هذه الوسوسة .... انها تخاطب الادراك .... لا يسعك مقاومتها ..... هذه الهمسات الشيطانية .... العذبه .... المخيفة! (كريم)

المحيطة بكل جوارحك....توهمك بهتانا انها تحيط فقط باذنيك...فتحاول الهروب...فلايسعك شيئا الا الاتباع...وانت راض...مهرول...باسط ذراعيك(شيماء)

انها تتغذي علي الفضول .... ما وراء هذة الهمسات ... رقيقه هي ... خفيضه ... ناعمة كهمس الرياح ..... حادة كفحيح الحيات .... تسلب العقل .... و قد حاول كثيرون مغقاومة سحرها .... و كان مصيرهم المحتوم .... الجنون(كريم)

الجنون؟ هذا المصير المحتوم لكل من سولت له نفسه ان يقاوم سحرها...هذا الطريق الملعون المسمى زورا وبهتانا...الدنيا(شيماء)

ان مستك بسحرها فلا تقاومة ... انها تسعي وراء مقاومتك لتنهك قواك .... لا تحاربها فتنتصر عليك و تذهب بلبك ... لا تفكر فيما تسمعه فكلما تدبرت تسللت الي مداركك و بسطت قواها علي عقلك أكثر و أكثر ...... أتذكر تلك القشعريرة الباردة التي تصيب ظهرك مع احساسك بان هناك من يحدق فيك من وراء ظهرك ... بتلك الأنامل الدقيقة التي تتشبث بأطراف ثوبك؟ .... أتعلم مصير من تجرأ و دفعة الفضول ليلقي نظرة؟ .... أكمل طريقك و لا تلتفت(كريم)

اكمل طريقك...اكمل الطريق الذي طالما انتظرك....يحفظ خطواتك..كما حفظ خطوات من قبلك...يعرفها ...كما يعرف ان الخطوة التي تمر...لاتعود(شيماء)

اﻷرض المحرمة

و مازلت هذة الأرض محرمة عليك .... ملعونة منذ الأزل ... كلما اقتربت منها تسمع همس الشياطين و صرخات أرواح الهالكين الذين حاولوا عبورها ... رجفة هوائها البارد تصرخ بك .... ابتعد! (كريم)

ولكن...شئ ما بداخلي يجذبني اليها...يدفعني دفعاً....بعض من همسات ارواحها الملعونة المرصودة بداخلها ...نعم اسمعها...وان استطعت تجاهلها سابقاً....فليس لي من الامر شئ الآن.... (شيماء)

كل ما فيها يمنعنى من الدخول ... تلك الشجرة العارية بفروعها الجافة تشير الى حذار أن تسلك هذا الطريق ..... و لكن ... اهى النداهة التى طالما سمعنا عنها فى الحواديت؟ .... أمسحور أنا أم مفتون؟ ... لا أدرى (كريم)

لا يسعني غير اجابتها.....فأنا غير واثق الا في خطاي تلك....لا ابالي عند اي نقطة ابتدئت ولا عند اي نقطة سأنتهي...ولكني سأمضي الى حيث لا اعلم والى حيث ياخذني طريقي (شيماء)

أترانى سأعبر أم سأورد مسالك الهالكين .... لا أهتم لأنى سأرى ... ٍأرى ما بداخلها ... سأرى ما وراء الضباب ... وراء الهضاب ... ستطأ قدمى أرضك ... و هذا يكفينى (كريم)

الصندوق الأسود

تأمل صندوقة فرحا ... لقد وجدة و هو يفتش فى ذكرياتة القديمة ... وقف يتأملة و عيناة تبرقان ... هذا الصندوق الأسود المهيب .... نقوشة الأصيلة تترك رهبة لم يفهم سببها .... كل هذة الأغلال و الأقفال المحيطة بة .... انة صندوق متين لا يتذكر كيف وصل الى هذا المكان ... حدث نفسة "لابد أنة يحوى شيئا ثمينا لأحمية بكل هذة السلاسل" .... جلس يمسح عنة التراب و يعبث بأقفالة و لكنة انتبة على صوت ذكرياتة. "يا مسكين لقد صنعت هذا الصندوق لا لتحمى ما بداخلة .... بل لتمنعة من الخروج .... فلا تعبث بأقفالة فقد تفتح"
تأمل الصندوق ثانية للحظات طويلة .... رفع رأسة للأعلى و وضع صندوقة على الرف الخشبى المتهالك حيث وجدة .... تأملة لحظات فى مكانة ... وسط التراب و خيوط العنكبوت ..... ثم ادار رأسة و انصرف و هو يطلق صفيرا عاليا ... منغما .... هادئا ....

نهاية 1 ) شيماء
محاولا بصعوبة تذكر ما يحتويه الصندوق....متاملاً تفاصيله وما تكاد تتحدث عنه طبقات التراب والاغلال المطبقه على عنقه....مستانساً بواقع بصماته على ذرات التراب وما تناثره في طيات انفه.......سعيداً بنشوته المصطنعه لانتصارة المزعوم على ذاكرته اللعينه...ماضيا في طريقه...وهو يعلم جيدا انه عائد لامحاله ....

نهاية 2 ) كريم
.... و انصرف واضعا يدية فى جيوب معطفة الثقيل .... و أغلق باب الغرفة ليتنسم الهواء البارد خارجها ... ادار مفتاح بابها باصرار ... و استمتع بصرير القفل الصدأ و هو يعلن انغلاقة على مضض ...و رغم أنة كان شتاءً قارصا ... الا انة قرر الاستمتاع بخيوط الشمس الدقيقة المتسللة من وراء الغيوم ...أغمض عينية ... و ملأ رئتية بالهواء المنعش ليخرج زفرة طاردا كل الهالات السوداء من تفكيرة ..... و انتبة لأول مرة الى عش صغير فوق الشجرة الجافة التى طالما هالة منظرها الكئيب .... و نظر الى الفرخ الصغير الذى يحاول الطيران من العش ..... و الى العشب النامى على أغصان الشجرة
نظر الى باب الغرفة مودعا .... و ارتسمت على وجهة ابتسامة و ادار ظهرة انصرف .....


و لم يعد يكتب مطلقا

كان يكتب بأطراف القلم و ينحت علي الصخور. يكتب حتى ينفذ حبر القلم. يكتب علي صفحات الجرائد القديمه و قصاصات الورق الصغيرة ........ حتى استلم مكتبه الوثير و قلمة الثمين !

Sunday, September 8, 2013

انا وانت....وهي!


اليوم ذهبت اتلمس اثاراََ اخرى لاماكن تحبها

اليوم اسلمت وجهي لذاك  المكان الذي اسلمت اليه يوما وجهك !!


وظللت  اتصبر بأنك...ربما وقد وقعت عيناك على نفس الاماكن...فاسالها ان كانت رأتك...فاقتبس بعضا من خلاياك المتعلقه على ملامحها!!


تعلم...ذاك الشعور العجيب...اشتياقي اليك وانا بجانبك...اكثر من اشتياقي اليك مع اماكنك..


فانا معها...اتوحد معك...وانظر اليها بعينك...فتذوب نفسي داخلي فلا يبقى مني الا قلبا احبك..


أما بجانبك...فابذل جهدي...حتى لا تتحدث اليك كل جوارحي تشكوني اليك....فقد  صارت جزءاََ منك عالقُُ بجسدي 


لا الومك....بل ارأف  بحالك...فكم من المعاني يامسكين قد فقدتها بجهلك...


اما عنها...فسأحسدها.... ربما.. سأحسدها لأنها وجدتك...


ولكن اليقين.. اني ابدأ لن احسدك...فما فقدته انت... اعظم مما قد تمتلكه مع اخري قد ملكتك!

الأنثروبولوجيات

الأنثروبولجيات


فض اشتباك العلاقات الانسانيه....شئ مرهق..

الصراع الحقيقي مش الصراع اللي بينك وبين غيرك.. الصراع والانتصار الحقيقي هو الصراع الداخلي والانتصار على نفسك...على ...شكوكك...خيالاتك..

طول الوقت...بنتعمد تجاهل الصراع ده وبنحاول ننقل الخناقه اللي جوانا... برانا

ونتلخبط....
وايه يعني؟؟ ماتتلخبط..

اللخبطه في حد ذاتها شئ صحي...

غير الصحي هو استمرارك في اهدار طاقتك في مالايبني عليه عمل..

اعرف معركتك.....حدد شكل وحدود علاقاتك......ماتسمحش لحد يستغلك عاطفيا او فكريا......وخليك مبادر

 ...