بلا جدران و لا حواجز لا تدرك نهايتة و انت في أوسطة... أكبر سجون العالم... انة البحر!
كُتبت أثناء العودة من البحر... يومان في مركب صغير منقطع عن العالم.
شخابيط هو ببساطة شوية كلام على خواطر. حبة أفكار و ممكن مشاعر. ببساطة حبة شخابيط :) و مش أى من لخبط يبقى بيعرف يشخبط أنا شخابيطى مش أى شخابيط
بلا جدران و لا حواجز لا تدرك نهايتة و انت في أوسطة... أكبر سجون العالم... انة البحر!
كُتبت أثناء العودة من البحر... يومان في مركب صغير منقطع عن العالم.
ان الكتب الجيدة هي تلك التي تخبرك بما تعرفه بالفعل.
نحن نعلم ما نفعله فنحن نسعى للسلطة من أجل السلطة فهي غايتنا.
يعني اية ثورة؟
يعني الناس تتجمع و تتوحد و تزفض الظلم و ترفض حكم الأقلية اللي حاكماهم.
طيب و تستبدلهم باقلية تانية؟
التاريخ بيقول اة فرغم ان فكرة المجتمع اللي من غير أقلية حاكمة هو حلم البشرية من زمان و كل النظم الديموقراطية بتدعي أن الحكم للشعب و الرؤساء و الحكومات ما هم إلا موظفين عند صاحب الحكم و الأرض الحقيقي و صاحب القوة الحقيقة اللي هو الشعب لكن كل الادعاءات دية واقعيا لا صحة لها.
يبقي الحاكم حاكم و المحكوم محكوم فحتي أمريكا و بريطانيا و غيرهم من اعتي الديموقراطيات الحالية الأقلية الحاكمة هي اللي بتاخد قرار إعلان الحرب و بيروح الشعب ممثل في الجنود يموت انصياعا لأوامر ملوكة بل ان فكرة مجلس الشيوخ أو الشعب هي تجسيد و إعتراف ضمني بضرورة وجود أقلية تاخد قرارات نيابة عن الأغلبية.
حتى الاشتراكية عند تطبيقها فشلت انها توجد حل عملي و ديموقراطي بل و تحولت لنظام فاشي و قمعي و عنصري ينافس كل ما قامت ضدة الثورة الروسية و فكرة الاشتراكية.
لا يتبقي الا النظام القبلي هو الأقرب لفكرة حكم الفرد لذاتة مع التزامة بالاعراف و اللي بتفرق عن القوانين أن الأعراف في الأصل محظورات و مفيش ضرورات. و دية فكرة الاناركية بصفة عامة و اللي لم تطبق حتى الآن و لا يتخيل أنها هتكون قابلة للتطبيق.
من كلامك الكتير دة افهم انك مع وجود أقلية حاكمة دائما؟
لأ بس مفيش قدامي طريق تاني.
طيب و تضمن منين إنهم ما يحصلوش اللي قبلهم؟
مفيش ضمان. المتفائلون هيقولوا نجرب و لو منفعش نثور عليهم تاني لكن دة مش عملي و مش واقعي . عمليا النموذج الغربي بيعتمد علي ان السياسين بيخدموا الناس علشان الناس تنتخبهم و يفضلوا في السلطة و دة مقبول لأن المهم ان الناس بيتم خدمتهم لكن عوار النظام دة انك لو خدمت 70% و اضطهدت تلت الشعب محدش هيقدر يحاسبك. و دة واضح في اضطهاد أمريكا للمسلمين في احداث سبتمبر و لكن بوش كمل ولايتة. و واضح اكتر في الطبقات المشردة و أحوال الغجر في فرنسا الشبيهة بأحوال البدو في مصر.
طيب انت عملت ثورة على اية؟ نظام و لا أشخاص و لا اية بالضبط؟
هنا تيجي عقدة كبيرة. و معقدة بص يا سيدي
أولا عملنا علي أشخاص فاسدين
ثانيا على نظام اجتماعي رأسمالي مهترئ الفقير فية يزداد فقرا و محدش بيسأل فية. هو نفس النظام في كل الدول الرأسمالية. انت عبد عند صاحب رأس المال و الفقر موجود و مفيش عدالة في توزيع الثروات االي لو اتوزعت هيتم القضاء على الفقر. دة في كل العالم. فلو تخيلت إعادة توزيع الثروة على كل الناس هتلاقي ان محدش هيبقي جعان و في نفس الوقت مستوى المعيشة مش هينزل عن المستوي المتوسط.
ثالثاً: ثورة علي نظام فاسد طيب و اية الفرق. الفرق أن النظام اللي فوق موجود بكل العيوب دية في كل الدول الرأسمالية انما عندنا زود علية كمان فساد موظفينة و السرقة و الرشوة.
رابعا: ثورة على السلسة الفولاذية اللي بتربط كل اللي فوق مع النظام العالمي.
فالقوي العظمي يهمها أنها تفضل مسيطرة على البلد من اجل مصالحها و من اجل انها تفضل قوي عظمي و السيطرة على بلد ضعيف أسهل من السيطرة على بلد لها سيادة و النظام القمعي الفاسد المرتشي بيضعف البلد فبقائة مصلحة في حين ان المرتشين و من في سدة الحكم الفاسدين يهمهم رضا القوى العظمى عنهم فتلاقي كلة مربوط في بعضة بنظام شيطاني بحت.
طيب و الثورة المضادة اية رأيك فيها؟
الأقلية اللي كانت مستفيدة بتحاول تحافظ على مصالحها. اللي هي مصالح فاسدة في مجملها و ريحة العفن و السرقة بتفوح منها على بعد أميال.
طيب و شايف إزاي انضمام جزأ كبير من الناس للثورة المضادة؟
في كذا زاوية للموضوع دة و الفكرة دية بالذات حيرتني كتير فالناس مقسومة كذا صنف فيها
اول صنف اللي كان مستفيد استفادة مباشرة من خراب الأوضاع. فانانيتة المبالغ فيها و استعدادة للتضحية او نقدر نقول تعودة أن فية ناس بتطفح الدم في القري و العشوائيات في سبيل انة يفضل متمتع بمستوي معيشتة المتوسط بيخلية مش عاوز يخاطر. اخاطر لية بمستقبل غير معروف مع اني كنت عايش كويس و اللي يموت يموت. معظم الكتلة دية من الطبقة المتوسطة او العليا.
تاني صنف و هو الاغلبية من الكتلة دية. هو عامة الناس. البسطاء اللي وسائل الإعلام هي اللي بتتحكم فيهم. و عادة الطبقة دية لا تؤيد اي طرف هي فقط تندفع ضد طرف آخر.
تالت صنف هو الطبقة ذات الوعي السياسي العالي فالموضوع بالنسبة ليهم سياسة و تخلص من خصوم عن طريق خصوم.
لكن اللي لاحظتة أن كل الأصناف دية و كل الصراعات من بداية الثورة بتدور بين وجهتين نظر فلسفيتيين. هل يمكن للعوام حكم نفسهم بأنفسهم و لا لازم يكون فية اقلية حاكمة يقودها المستبد المستنير. حتى التيارات الدينية لم تخرج عن السؤالين دوول و اختيارهم كان المستبد المؤمن اللي بيفرض شرع الله من وجهة نظرهم.
طيب ما انت كدة كلامك يعتبر غير قابل للتطبيق... إزاي عاوز تكسر سلسلة التحكم العالمية و انت مش قادر على الثورة المضادة في بلدك؟
انا بتكلم عن الصح من وجهة نظري و هنا بحاول ابقي حذر من الوقوع في فخ لوم الضحية اللي وقع فية ناس كتير. اذا مكنتش هقدر امنع او أوقف الغلط و هخسر فانا هقف مع الغلط و اشجعة علشان ابقي كسبان. و دة عامل زي النكتة بتاعة اذا لم تستطع مقاومة الاغتصاب فاستمتع. الاستمتاع مش هيخليك صح لكن هيخليك ***.... إزاي بقي الصراحة معرفش أسأل الناس الخبرة القديمة او القيادات لكن اللي أقدر اقولهولك ان فية أمل واحد في المليون لو بصيت لحجر الدومينو الأول تونس و بعدها مصر و سوريا و ليبيا و أحداث لندن و اليونان و مضاعفة الرواتب في دول الخليج و مظاهرات البرازيل هتعرف ان فية تغيير حصل فعلا. يعني اكيد الشاب التونسي مكنش بيفكر و كان يعتبر بالنسبالة جنون انة يفتكر أن مظاهراتة هتخلي لندن و اليونان تولع مظاهرات.
يعني انت عامل دة كلة علشان أمل واحد في المليون؟!
لأ علشان مستمتعش حتي لو مش هقدر اقاوم و احنا كمسلمين موحدين مؤمنين بالثواب و العقاب عارفين اننا هنتسأل... فتقدر تعتبر دة تحضير للإجابة.
و لما تتسأل عن ضياع البلد و خراب سوريا؟
انا متظاهر سلمي و سوريا كانت الثورة فيها بنية طيبة و المسؤول الأول هو بشار يلية التيارات الإسلامية اللي شالت و شجعت التمرد المسلح و الاتنين ادوا الفرصة لطرف زي أمريكا يدخل و الاتنين سايبين الحدود مع إسرائيل و بيدبحوا في بعض. بيد ان لازم نعترف ان المعارضة المسلحة هي رد الفعل مش الفعل و ترحيب جزأ منها بدخول قوات أجنبية شئ مدان. و أعتقد ان بقي عندنا برضة اللي بيدفع بالمعركة لمعركة بقاء و بيدفع الطرف التاني لحمل السلاح.
إن الموت ليس هو الوفاة. الموت هو أن تصبح بلا تأثير لأي شخص. فالمشرد الوحيد يعتبر في عداد الأموات لو أن لا أحد سيفتقدة و لو بالسؤال. فما أقسى الشعور بأنك بلا روح أو روح بلا هدف. جسد خاوي كماكينة ري تعمل في الصحراء. تعمل بكامل طاقتها و حالتها ولكن لا ترفع ماء.
فرسائل وداع المنتحرون عادة ما تصف شعورة بالوحدة و عدم الاهمية فقد شعر بأنة في عداد الأموات بالفعل و ما يفعله هو مجرد استكمالا لموتة مع أمل ان يفتقدة أحدهم فتحيا روحة بعد فناء جسدة.
إن أقسى ما يواجة السجين هو أمل الانتظار!
لا الوحدة و لا تقييد الحرية فكلها يمكن الاعتياد عليها و لكن الرغبة و الأمل في الحياة بعد السجن.