Friday, September 20, 2013

حوار مع صديقي الثوري

يعني اية ثورة؟
يعني الناس تتجمع و تتوحد و تزفض الظلم و ترفض حكم الأقلية اللي حاكماهم.

طيب و تستبدلهم باقلية تانية؟
التاريخ بيقول اة فرغم ان فكرة المجتمع اللي من غير أقلية حاكمة هو حلم البشرية من زمان و كل النظم الديموقراطية بتدعي أن الحكم للشعب و الرؤساء و الحكومات ما هم إلا موظفين عند صاحب الحكم و الأرض الحقيقي و صاحب القوة الحقيقة اللي هو الشعب لكن كل الادعاءات دية واقعيا لا صحة لها.
يبقي الحاكم حاكم و المحكوم محكوم فحتي أمريكا و بريطانيا و غيرهم من اعتي الديموقراطيات الحالية الأقلية الحاكمة هي اللي بتاخد قرار إعلان الحرب و بيروح الشعب ممثل في الجنود يموت انصياعا لأوامر ملوكة بل ان فكرة مجلس الشيوخ أو الشعب هي تجسيد و إعتراف ضمني بضرورة وجود أقلية تاخد قرارات نيابة عن الأغلبية.
حتى الاشتراكية عند تطبيقها فشلت انها توجد حل عملي و ديموقراطي بل و تحولت لنظام فاشي و قمعي و عنصري ينافس كل ما قامت ضدة الثورة الروسية و فكرة الاشتراكية.
لا يتبقي الا النظام القبلي هو الأقرب لفكرة حكم الفرد لذاتة مع التزامة بالاعراف و اللي بتفرق عن القوانين أن الأعراف في الأصل محظورات و مفيش ضرورات. و دية فكرة الاناركية بصفة عامة و اللي لم تطبق حتى الآن و لا يتخيل أنها هتكون قابلة للتطبيق.

من كلامك الكتير دة افهم انك مع وجود أقلية حاكمة دائما؟
لأ بس مفيش قدامي طريق تاني.

طيب و تضمن منين إنهم ما يحصلوش اللي قبلهم؟
مفيش ضمان. المتفائلون هيقولوا نجرب و لو منفعش نثور عليهم تاني لكن دة مش عملي و مش واقعي . عمليا النموذج الغربي بيعتمد علي ان السياسين بيخدموا الناس علشان الناس تنتخبهم و يفضلوا في السلطة و دة مقبول لأن المهم ان الناس بيتم خدمتهم لكن عوار النظام دة انك لو خدمت 70% و اضطهدت تلت الشعب محدش هيقدر يحاسبك. و دة واضح في اضطهاد أمريكا للمسلمين في احداث سبتمبر و لكن بوش كمل ولايتة. و واضح اكتر في الطبقات المشردة و أحوال الغجر في فرنسا الشبيهة بأحوال البدو في مصر.

طيب انت عملت ثورة على اية؟ نظام و لا أشخاص و لا اية بالضبط؟
هنا تيجي عقدة كبيرة. و معقدة بص يا سيدي
أولا عملنا علي أشخاص فاسدين
ثانيا على نظام اجتماعي رأسمالي مهترئ الفقير فية يزداد فقرا و محدش بيسأل فية. هو نفس النظام في كل الدول الرأسمالية. انت عبد عند صاحب رأس المال و الفقر موجود و مفيش عدالة في توزيع الثروات االي لو اتوزعت هيتم القضاء على الفقر. دة في كل العالم. فلو تخيلت إعادة توزيع الثروة على كل الناس هتلاقي ان محدش هيبقي جعان و في نفس الوقت مستوى المعيشة مش هينزل عن المستوي المتوسط.
ثالثاً: ثورة علي نظام فاسد طيب و اية الفرق. الفرق أن النظام اللي فوق موجود بكل العيوب دية في كل الدول الرأسمالية انما عندنا زود علية كمان فساد موظفينة و السرقة و الرشوة.
رابعا: ثورة على السلسة الفولاذية اللي بتربط كل اللي فوق مع النظام العالمي.
فالقوي العظمي يهمها أنها تفضل مسيطرة على البلد من اجل مصالحها و من اجل انها تفضل قوي عظمي و السيطرة على بلد ضعيف أسهل من السيطرة على بلد لها سيادة و النظام القمعي الفاسد المرتشي بيضعف البلد فبقائة مصلحة في حين ان المرتشين و من في سدة الحكم الفاسدين يهمهم رضا القوى العظمى عنهم فتلاقي كلة مربوط في بعضة بنظام شيطاني بحت.

طيب و الثورة المضادة اية رأيك فيها؟
الأقلية اللي كانت مستفيدة بتحاول تحافظ على مصالحها. اللي هي مصالح فاسدة في مجملها و ريحة العفن و السرقة بتفوح منها على بعد أميال.

طيب و شايف إزاي انضمام جزأ كبير من الناس للثورة المضادة؟
في كذا زاوية للموضوع دة و الفكرة دية بالذات حيرتني كتير فالناس مقسومة كذا صنف فيها
اول صنف اللي كان مستفيد استفادة مباشرة من خراب الأوضاع. فانانيتة المبالغ فيها و استعدادة للتضحية او نقدر نقول تعودة أن فية ناس بتطفح الدم في القري و العشوائيات في سبيل انة يفضل متمتع بمستوي معيشتة المتوسط بيخلية مش عاوز يخاطر. اخاطر لية بمستقبل غير معروف مع اني كنت عايش كويس و اللي يموت يموت. معظم الكتلة دية من الطبقة المتوسطة او العليا.
تاني صنف و هو الاغلبية من الكتلة دية. هو عامة الناس. البسطاء اللي وسائل الإعلام هي اللي بتتحكم فيهم. و عادة الطبقة دية لا تؤيد اي طرف هي فقط تندفع ضد طرف آخر.
تالت صنف هو الطبقة ذات الوعي السياسي العالي فالموضوع بالنسبة ليهم سياسة و تخلص من خصوم عن طريق خصوم.

لكن اللي لاحظتة أن كل الأصناف دية و كل الصراعات من بداية الثورة بتدور بين وجهتين نظر فلسفيتيين. هل يمكن للعوام حكم نفسهم بأنفسهم و لا لازم يكون فية اقلية حاكمة يقودها المستبد المستنير. حتى التيارات الدينية لم تخرج عن السؤالين دوول و اختيارهم كان المستبد المؤمن اللي بيفرض شرع الله من وجهة نظرهم.

طيب ما انت كدة كلامك يعتبر غير قابل للتطبيق...  إزاي عاوز تكسر سلسلة التحكم العالمية و انت مش قادر على الثورة المضادة في بلدك؟
انا بتكلم عن الصح من وجهة نظري و هنا بحاول ابقي حذر من الوقوع في فخ لوم الضحية اللي وقع فية ناس كتير.  اذا مكنتش هقدر امنع او أوقف الغلط و هخسر فانا هقف مع الغلط و اشجعة علشان ابقي كسبان. و دة عامل زي النكتة بتاعة اذا لم تستطع مقاومة الاغتصاب فاستمتع.  الاستمتاع مش هيخليك صح لكن هيخليك ***.... إزاي بقي الصراحة معرفش أسأل الناس الخبرة القديمة او القيادات لكن اللي أقدر اقولهولك ان فية أمل واحد في المليون لو بصيت لحجر الدومينو الأول تونس و بعدها مصر و سوريا و ليبيا و أحداث لندن و اليونان و مضاعفة الرواتب في دول الخليج و مظاهرات البرازيل هتعرف ان فية تغيير حصل فعلا. يعني اكيد الشاب التونسي مكنش بيفكر و كان يعتبر بالنسبالة جنون انة يفتكر أن مظاهراتة هتخلي لندن و اليونان تولع مظاهرات.

يعني انت عامل دة كلة علشان أمل واحد في المليون؟!
لأ علشان مستمتعش حتي لو مش هقدر اقاوم و احنا كمسلمين موحدين مؤمنين بالثواب و العقاب عارفين اننا هنتسأل...  فتقدر تعتبر دة تحضير للإجابة.

و لما تتسأل عن ضياع البلد و خراب سوريا؟
انا متظاهر سلمي و سوريا كانت الثورة فيها بنية طيبة و المسؤول الأول هو بشار يلية التيارات الإسلامية اللي شالت و شجعت التمرد المسلح و الاتنين ادوا الفرصة لطرف زي أمريكا يدخل و الاتنين سايبين الحدود مع إسرائيل و بيدبحوا في بعض. بيد ان لازم نعترف ان المعارضة المسلحة هي رد الفعل مش الفعل و ترحيب جزأ منها بدخول قوات أجنبية شئ مدان. و أعتقد ان بقي عندنا برضة اللي بيدفع بالمعركة لمعركة بقاء و بيدفع الطرف التاني لحمل السلاح.

No comments:

Post a Comment